الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)
.فصل في علامات وقوع التشنج: كان ذلك أكثر. وأما الشبان فإذا احولت أعينهم في الحمى الحادة وكثر طرفهم واعوجت أعناقهم ووجوههم وكثر تصريف الأسنان منهم فاحكم بوقوع التشنج وكثيراً ما تطول أوجاع الرقد والثقل في الرأس. .فصل في علامات وقوع النافض: وأما المعتدل فلا يرد النافض المتوقع وكثيراً ما يتلوه عرق فإن النافض في الأمراض الحادة المحرقة مقدمة العرق. .فصل في العلامات الدالة على البحران الجيّد: واعلم أن العلامات الرديئة إذا اجتمعت وكان اليوم باحورياً فالرجاء أقوى وأصح من أن يكون بالخلاف فيجب أن تعتمد ذلك وكثيراً ما تعظم العلامات الهائلة وترى النبض يصحّ ويستوي واعلم أن المريض الجيد الأخلاط إذا مرض فظهر النضج في بوله أول ما مرض فقد أمنت وكلما ظهرت به علامات هائلة فإن الفرح بها أوجب لأن البحران أقرب. .فصل في العلامات الدالة على البحران الرديء: واعلم أن علامات البحران إذا جاءت قبل المنتهى والنضج وتبعها استفراغ ذريع فلا يجب أن تغتر به فذلك للكثرة وهو دفع عن عجز من غير تدبير كما أن الخف الذي يجده المريض من غير استفراغ ظاهر مما لا يجب أن يغتر به فذلك لسكون من المادة لا لصلاح منها بل كثيراً ما تنضج أيضاً وتعجز الطبيعة لضعفها عن دفعها. .فصل في أحكام العلامات الدالة على البحران الرديء: .فصل في علامات النضج وأحكامها: وعدم النضج في القوام أضر منه في اللون فإن بالقوام تتهيأ المادة لعسر الاندفاع أو سهولته. وإذا ظهرت علامات النضج مع أول المرض فالمريض سليم لا شك فيه وإن تأخرت فليس يجب أن تكون دائماً مع خطر فربما كان طويلاً لا خطر فيه ولا بد من أن يكون طويلاً. وكلما كان بحران جيد فقد كان نضج وليس كلما كان نضج كان بحران بل ربما كان المرض ينقضي بتحلل. واعلم أنه لا تكون للحمى مع ظهور النضج صولة كما لا يكون مع نضج الورم وجع شديد وإذا تأخر النضج ورأيت الأعراض جيدة والقوة ثابتة فتوقعه. .فصل في أحكام العلامات مطلقاً: .فصل في ذكر العلامات الجيدة: واعلم أن ثبات القوّة مع العلامات الرديئة يوجب الرجاء وكذلك ثبات العقل وجودة التنفس وسهولة احتمال ما يطرأ من الأحوال الهائلة الغريبة ووجود الخفّ عقيب النوم جيد ومن العلامات الجيّدة: الشهوة باعتدال وحسن بقبول الغذاء ومنفعته ونعشه ونجوعه. ومن العلامات الجيدة: التّنفس الحسن السهل. ومن العلامات الجيّدة: السحنة الطبيعية والاضطجاع الطبيعي والنوم الطبيعي واستواء الحرارة في أعضاء البدن. واعلم أنّ العلامات الجيدة مع صحة القوّة. .فصل في أحكام العلامات الرديئة: فإن كانت القوّة قويّة طال المرض ثم قتل وإن كانت ضعيفة قتل من غير طول. وكثيراً ما تظهر علامات مهلكة وفي أيام رديئة ثم يعرض بحران جيد وانتقال مادّة إلى عضو وتكون سلامة ويجب أن تثق بالعلامات الجيدة عند المنتهى وتخاف المهلكة إذا بادرت ولا تحكم بها أيضاً ما لم تر القوة تسقط. وسقوط القوة وحده علامة رديئة ثم يجب أن تراعي في الأمراض الحادة التي مبدؤها عضو معين كالصدر لذات الجنب ما يكون من أحوال ذلك العضو فإنها أدل من أحوال عضو آخر فإن نضج النفث في ذات الجنب أدل على السلامة من نضج الماء. ويجب على الطبيب المتفرس إذا رأى في الوجه والعين وغيره هيئة رديئة غير طبيعية بحسب الأكثر أن يتعرف أولاً هل ذلك طبيعي بحسب ذلك الشخص فلا يحكم جزماً حتى في النبض أيضاً وأيضاً أن يتعرف هل ذلك من المرض أو من سبب باد فربما حدث مثلاً على اللسان صبغ رديء وخشونة مفرطة لأكل شيء ذلك فعله لا المرض. .فصل في ذكر العلامات الرديئة: واعلم أنه إذا مرض الصحيح القليل المرض دل على خطر وما كان من هذا التغيّر لأسباب غير المرض فإنه يعود سريعاً إلى الحالة الطبيعية ولو في يوم وليلة. وأما الآخر الذي سببه المرض وهو الذي علامته رديئة فلا يعود إلى الصلاح بالهوينى على أن الأول الذي بسبب الجوع والاستفراغ والسهر وما ذكر معها ليس بجيد أيضاً ولكنه أسلم من غيره. فإن اتفق ذلك في الأمراض الحادة كان رديئاً ودليلاً على أن المرض سيغلب ومع ذلك فهو أسلم من الكائن في الأمراض الحادة بسبب المرض لا بسبب ذلك المعاون. وكذلك يجب أن يتعرّف الفرق بين ما يظهر من علامات الانخراط وتغير اللون بسبب فساد المرض أو بسبب سهر واستفراغ لا يكون به كبير بأس. وكذلك ما نذكره في العين من ذلك إن كان سببه السهر حدث معه ثقل في الأجفان وميل إلى السبات وتواتر شديد من النبض وتقدم سهر مؤذ وما كان بسبب إسهال تجد الإسهال قد تقدم وأفرط. وما كان من جوع تجد ذلك حادثاً بتدريج لا دفعة ومما يؤكد أنه من المرض فقدان تلك الأسباب وشدّة حدة الحمّى وإحساس أشياء كالشرارات تلقى يدك عند المسّ واصفرار اللون دفعة علامة غير جيّدة واسوداده بغتة علامة رديئة وشر ذلك كله الأسود فأكثره من موت الغريزة والكمودة تليه والاصفرار ليس بجيّد لكنه أسلم لأنه قد يكون عن حرارة ليس كله عن برودة وربما كان عن سهر أو جوع أو عن وجع فيكون سليماً وأن يحدث بالجبهة والأنف غضون لم يكن علامة رديئة. .فصل في علامات مأخوذة من الصداع: وأكثر ما يبتدىء يكون في الثالث ويصعب في الخامس ويقلع في التاسع والحادي عشر. قالوا: وإن كان القياس أن يكون في العاشر فإنه سابع الثالث لكنه ليس بيوم بحران وهذا الكلام عندي ليس بشيء فإنه الحساب ليس على هذا القبيل فإن ابتدأ في الخامس أقلع في الرابع عشر إن جرى الأمر على ما ينبغي وأكثر ما يعرض من هذا الصداع يعرض في الغبّ. .فصل في علامات رديئة مأخوذة من جهة الحس: .فصل في العلامات الكائنة في العين: وكمودة بياض العين واحمرارها إلى فرفيرية وأسمانجونية علامة رديئة. وتصغر إحدى العينين في الأمراض الحادة والسرسام ونحوه علامة رديئة جداً. وأن لا يرى العليل شيئاً علامة مهلكة. والتواء العين وحولها في الأمراض الحادة علامة رديئة. وهذا الحول إن كان من تشنج خاص بعضل العين فقط من غير آفة في الدماغ فعلامة ذلك أن لا يكون اختلاط عقل ونحوه. وأما العلامات المأخوذة مما يرى ويلمع فإن اللمع السود تدل على القيء أكثر والحمر والبراقة على الرعاف أكثر وعلى ميل الدم إلى فوق ويدل على كل واحد دلائله الأخرى وجريان الدمع من غير إرادة وخصوصاً من عين واحدة علامة رديئة اللهم إلا أن تكون هناك علامة بحران وعافية وتدل عليه سائر علامات الرعاف مع سلامة علامات أخرى. وليتفقد من الدموع القلة والكثرة والرقة والغلظ والحرّ والبرد والخروج بإرادة أو بغير إرادة وكراهية الضوء علامة غير جيدة. فإن اشتد حبه للظلمة فهو قتال اللهم إلا أن يكون متماد ووجع فإن لم يكن فهو لسقوط قوة الروح النفساني والنظر الواقف من غير طرف وحركة رديء وكثرة إجتماع الرمص شيئاً بعد شيء رديء والرمص اليابس جداً رديء ومثل هذا الرمص يتولد من عجز قوة العين الغريزية عن إنضاج المادة ولذلك يحس مع أكثره كغرزان شيء للعين يروم الخروج ولا يجوز أن يقال أن ذلك لكثرة الرطوبة الجائية إلى العين بحيث تعجز الطبيعة عن إنضاجها لأن العين في هذا الحال يابسة غائرة. وعلامات اليبس واضحة فلذلك تيبس هذا الرمص سريعاً. ومن العلامات المناسبة لهذه أن يجتمع على الحدقة وهي مفتوحة شيء كنسج العنكبوت ثم يتنحى إلى الشفر فيصير رمضاً ولا يزال يكون كذلك وهو دليل على قرب الموت وشدة حمرة العين وبقاؤها كذلك في حدة الحمى علامة رديئة تدلٌ على ورم دماغي حار أو في فم المعدة وانتقالها إلى تطويس وأسمانجونية أردأ وجحوظ العين أيضاً وكثرة التباريق دليل رديء ربما كان لمواد حارة كثيرة وأورام في نواحي الدماغ وبقاء الجفن مفتوحاً في النوم من غير عادة علامة غير جيدة. ويبس الأجفان دليل رديء. وأن تبقى العين في اليقظة مفتوحة حتى لو قرب منها أصبع لم تطرف دليل قاتل. وشدة اتساع العين أيضاً مع هذيان ضعف قاتل. وقيل أن من ظهر به بثر كالعدسة البيضاء تحت عينه مات في اليوم العاشر وتظهر به شهوة الحلاوة. .فصل في علامات تؤخذ من جهة الأنف: وأن تجد من نفسه ريح المسك أو السمن أو الطين وقطر الماء الأصفر من الأنف في الحميات الحادة ربما كان دليل قرب الموت. وأن لا يعطس بالمعطسات دليل الموت. وبطلان حس وكذلك أن لا يرعفه العقر والخدش والإلحاح من المريض بإصبعه على أنفه كأنه يثقبه من غير سبب علامة غير جيدة وخروج الماء من الأنف رديء.
|